القصة القصيرة وسقف الحرية

 

القصة القصيرة وسقف الحرية 

أ.سالي الرمضان

 ضمن سلسلة البرامج المقدمة من نادي النورس الثقافي (بشهر القصة العالمي) تم الاحتفاء بعون الله وتوفيقه في مساحة الشايب للاستشارات الهندسية يوم السبت 7شعبان 1445ه باستضافة الروائي والقاص الأستاذ عبد الله النصر لمناقشة القصة القصيرة وسقف الحرية وسط حضور نخبوي مميز.

     

وكان لي شرف الحضور والاستفادة من الأمسية الأدبية والفكرية التي ناقش فيها الحرية بمفهومها النظري وجانبها التطبيقي، وأوضح معوقاتها وحالة الاستغراب من كثافة القيود الصارمة والمتشددة التي تمارس على القصص القصيرة والروايات باعتبارها مصدراً من مصادر الأدب.

     

وعن أهمية الحرية أوضح الأستاذ عبد الله النصر أنها من أُولى المطالب الإنسانية منذ بداية العصور، فيها يحقق الإنسان إرادته دون أن يكون مقيداً أو مجبراً، تغنى بها الشعراء، وكتب عنها الأدباء وضحى من أجلها أناس كثر.

     

وقسم الحرية إلى أربعة أقسام:  حرية العبادة، التحرر من الحاجة، التحرر من الخوف، حرية الرأي والتعبير. وركز في ورقته على حرية الرأي والتعبير إذ هو محط اهتمامه. وتعد حرية الرأي والتعبير من أساسات التمتع بالحقوق التي تناط بالفرد الذي يزاول التعبير عما يختلج في نفسه.

     

وعند تساؤله عن مفهوم حرية الرأي بين إنه حرية الكلام والقول والتعبير وإبداء وجهات النظر والآراء الشخصية المتعلقة بفرد ما سواء كانت بالقول المباشر أو بالكتابة النصية أو بالإشارة. وذلك للتعبير عن أفكاره وآماله وطموحه ومتطلباته الخاصة بل وما يخص مجتمعه عامة. يذكرها في زمان ومكان ما. وبالطبع يلزم الحرية الفردية الشخصية محددات منهجية لتحليل المضمون وعزل الأفكار التي لا تناسب القانون الذي تندرج تحته الدولة وأهمية الديني ثم السياسي ثم الاجتماعي ثم الاقتصادي. يقوم هذا التحليل كنموذج إجرائي بالاستعانة بعدد من المراقبين والمحكمين المتخصصين والمؤهلين لتعقيم الكتب ونصوصها. 

    

وختم الأمسية بتوصيات بالغة الأهمية وحلول مبتكرة بروح عقلانية وبطرح هادئ كما فتح المجال للمداخلات وتبادل الآراء ووجهات النظر. 

      

نهاية الفعالية كانت مع توقيع إصداره القصصي المميز (رجال خياراتهم جهنم) وتم إهداء الحضور نسخاً إضافية من إصدار (فسيفاء نخلة الأديب عبد الله النصر هكذا كان) للكاتب الصحفي والروائي والقاص جاسم علي الجاسم.

      

أتوق شوقاً لانتهاء اختبارات الفصل الدراسي الثاني كي أبدأ بقراءتهما والتزود من معينهما الصافي. كما تشرفت بإهداء الأديب المبدع والقاص القدير الأستاذ عبد الله النصر نسخة من كتابي(يَصَّعَّدُ مِنَ السَّمَاءِ) بيد الأستاذ جمال الحرز حفظه الله ورعاه الذي بادر مشكوراً بتسليم الكتاب وتم توثيق الإهداء بسعادة غامرة وسرور كبير.

         

أشكر الله سبحانه وتعالى على فيض نعمه وإحسانه وعلى نعمة الحرية والتي سقفها السماء اتساعاً ورحابة.. أشكر الله المنعم المتفضل الذي أكرمني بالحرية لأحقق طموحي وأهدافي في حياة كريمة خلاقة لا تنازل فيها ولا انكسار وهذا من فضل ربي.