السعودي وتفاعله اللفظي

 


"السعودي وتفاعله اللفظي"

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

د عبدالله البطيّان


تُعد اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة.


فمن خلال يوم اللغة العربية نحاكي العالم بتفاعل المواطن السعودي عمومًا والأحسائي خصوصًا حينما يكون لفظ الجلالة في شؤنه الخاصة والعامة وتعاطيه مع من حوله في أدق تفاصيل المواقف.


فحين يقرأ القرآن الكريم يلفظ لفظ الجلالة (الله) ٢٦٩٧ مره، كما أن سمة الحال تجعله يحوقل ويذكر في كل حركاته وسكناته يربطها بالذكر وبالأخص بلفظ (الله). 


حينما يرغب في الأكل أو عمل شيء يبدأ ببسم الله، وحين يفرح أو يحزن يقول الحمد لله، وحين يصاب ببلاء يقول: لاحول ولاقوة إلا بالله،أو إنا لله وإنا إليه راجعون، وحين يتفاجأ بشيء سعيد أو يصله خبر مفرح عن شخص يقول: ماشاء الله تبارك الله، وحين يدعو لشخص يقول رزقك الله، وفقك الله، هداك الله، يسر الله لك...ألخ


وهكذا نجد المواطن الكثيرة التي لا حصر لها ومع ابتكار لفظة اللحظة في العصر الحديث حينما يرغب بالترحيب يقول: هلا والله، وحين يحيي يقول: الله يحييك، حياك الله، الله يلقاك، الله يعافيك، الله يقويك.. ألخ 


هنا جوانب-تعلُّق- يعطي ثراء معرفي ولغوي بربط سمة الحال بذكر لفظ (الله) مع كل أثر، ولعل الكثير يقولها دون إدراك؛ لأنها ارتبطت بوجدانه كلفظ سائر دارج، يجعل المرء يلفظه دون أن يقصده أو يعنيه حتى حين يستخدم تلك السمة معلق رياضي عند الحماسة يقول: يا ألله لفوات فرصة أو لجمال تكتيك فني تجاه لعبة ، أو الله الله لامتداح تصرف حسن، وكذلك في جوانب الاحتفاء بأجمل الردود الله يخليك،الله يحفظك، الله يسلمك. 


حتى في الردود القصيرة لمعرفة الجواب؛ لشأن ما يقول: أي والله في التأكيد، لا والله في النفي، أو حين يخشى حسد أو نفس يقول: قل لا إله إلا الله، أو اذكر الله، وعند طلب شخص، ويلح عليه يقول: له عليك الله، وحين يحلف مؤكدًا صدقه يقول: والله، تالله، أو في مواقف تأكيد أو استنكار يقول بالله عليك، أو يقول في التوصية على شيء هالله هالله وهكذا. 


فتكاد كل اللغة العربية يستطيع تمكينها بسمو وارتقاء وإعطاء القيم العليا في مواطن عدة حين ترتبط بلفظ الله، ولو فتحنا أعين الباحثين لأجادوا دقة الإحصاء إلا أن محاولتي البسيطة هي: لفتة مختلفة من باب إثراء اللغة العربية في يومها العالمي لأعطي ناطق اللغة العربية أثر ملموس ومحسوس نمارسه نحن السعوديون عامة والأحسائيون خاصة وعمق الدلالة وقرينة وجدان المؤمن أو المتأثر بإيمان من حوله؛ ليحاكي حال الواقع كمقيم غير مسلم وجد نفسه دون وعي بأنه يمارس ما نمارسه ويحاكينا وكأنه منا. 


ومن يدرك فعلًا قاعدة :الإنسان إما أخ لك في الدين أو نضير لك في الخلق. يعي تمامًا بأننا لا نلزم إلا أنفسنا بما نؤمن به، ونتعايش مع من حولنا؛ لنعين من يؤمن بغير ما نؤمن به؛ ليكون ذي أمان نفسي وواقعي في بيئة تشهد حالة عالمية استثنائية في السلم الأهلي والتعايش بين أطياف مختلفة؛ لتعمل بإيمان تجاه أثر بالغ في وطن يقبل بالجميع ويتقاسم خطوط التلاقي ليشع الجمال الإنساني لتحقيق فعلي لـ لا إله إلا الله محمد رسول الله محبة وطاعة دون إكراه.

تعليقات