التغافل سر السعادة! - محمد الملاحي

 


( التغافل سر السعادة ! ) 


الحياة عبارة عن أيام معدودة إذا مضتْ لن تعود أبداً وهنا تكمن صعوبة التعامل مع الوقت لأنه لا ينتظر أحد ويمضي سريعاً فلا نستطيع اللحاق به ، لذلك كان لزاماً علينا أن نتعامل مع الوقت ونديره بشكل فعال بحيث نخرج من حياتنا القصيرة بأكثر إنجازاتٍ ممكنه . ولكن الناظر إلى حال الكثير من الناس يجد العجب العجاب !

فالمتأمل في حالهم يجد أنهم يضيعون أوقاتهم بالرد على من أساء إليهم أو بالتدقيق على من لم يوفهم حقوقهم ، ولا يعلم أولئك المساكين أنهم بذلك قد أضاعوا أعمارهم ، وأنهم قد أهدروا أوقاتاً ثمينةً كان بالإمكان أن يقضوها في أشياء تجعلهم أكثر سعادة . 

ألا يعلم هؤلاء المساكين أنَّ التغافل سرُّ السعادة ؟ 

ألم يسمعوا قول الله سبحانه وتعالى ( فمن عفا و أصلح فأجره على الله ) ؟ ألم يقرؤا قوله تعالى ( ولمن صبر وغفر إنَّ ذلك لمن عزم الأمور ) ؟ 

في حياتنا نخوض كثيراً من المعارك ، بل وحتى ننتصر فيها ولكن في المقابل نهدر أعمارنا ونخسر أناساً كان بالإمكان أن يكونوا سنداً لنا بعد الله . لماذا ؟ لأننا أردنا أن ننتصر لأنفسنا و لكرامتنا ، على حد زعمنا ، ولكن في المقابل خسرنا أشياء كثيرة . خسرنا أوقاتنا كان بالإمكان قضائها مع من نحب . أهدرنا ساعات كان بالإمكان أن نملأها بما ينفعنا ويطور من أنفسنا . وحينما نسأل أنفسنا بكل صدق : مالذي سنجنيه من ذلك ؟ لوجدنا أنَّه لا توجد هنالك فائدةٌ تُذْكَر ، وإنْ وُجدَتْ فائدة فستكون لحظية وستزول مع مرور الأيام . 

والسؤال الذي يطرح نفسه مالذي يجب علينا فعله حتى نخرج من هذا المأزق ؟ 

والجواب يكمن في الصبر ثم الصبر ثم الصبر . ولتكن لنا قاعدة في حياتنا ندرب أنفسنا عليها ألا هي : 

‏ليس لدي الوقت للرد على من أساء إليّ لأني مشغولٌ بقضاء وقتي في : 

‏- تقوية علاقتي بخالقي والعمل لآخرتي

‏- محبة من أحبهم وتقوية علاقتي بهم 

‏- تحقيق أحلامي وأهدافي

-تطوير ذاتي 

‏- الاستمتاع بحياتي وعيش أسعد اللحظات . 

-تحسين الوضع من حولي سواءاً في العمل أو في المجتمع 

فإذا ما دربنا أنفسنا على ذلك فإنَّ حياتنا ستكون أكثر فعالية وبالتالي سنشعر بالسعادة . 

فيامن حرص وبذل جهده في الرد على من أساء إليه ، ويا من أنهك نفسه في التدقيق على من حوله عليك بالتغافل ، فإنَّ التغافل راحةٌ للبال وسعادةٌ للقلب ! 

بقلم / محمد الملاحي 


# النورس - صناع الجمال

تعليقات